شجرة أبينا !

حسين السلامي

بينا أردد بعض آيات كتاب الله تعالى وقفت عند قوله تعالى عندما خاطب آدم عليه السلام بقوله (لا تقربا هذه الشجرة)، مستذكرا ما قد رأينا فيما بعد من نتيجة التقرب للشجرة وذلك بأن أهبط الله تعالى آدم عليه السلام الى الأرض وبدأت رحلة الشقاء والعناء.

ورجعت بشريط ذكرياتي فتذكرت كيف أن الناس عندما يجدون عناء ومشقة بحياتهم يلومون أبانا آدم عليه السلام لانه كان السبب في النزول الى هذه الدنيا وتحمّل مشاقها بسبب عدم سيطرته على نفسه، ووقوعه بحبائل الشيطان، وعدم إطاعته الأمر الرباني، وبالتالي أكله من تلك الشجرة.

وهنا بدأت التساؤلات:

نحن البشر أولاد أبينا آدم عليه السلام،  هل مررنا بمراحل معيشته وهل وقع علينا نفس الاختبار، أم لا؟

وانا اقطع جازما حسب رأيي القاصر بأننا مررنا بذلك، وكل انسان ولد في هذه البسيطة مرّ بمراحل عيشه، وكلنا الى اليوم نتعرّض لاختبار القرب من الشجرة، فهل استلهمنا العبرة واستفدنا من درس أبينا آدم وامتنعنا عن الأكل من الشجرة؟.

ويا للأسف أن الإجابة ليست في موضع الإيجاب، بل على العكس تماما!!

نعم؛ اننا نقرب من الشجرة في اليوم الواحد بل وفي الساعة الواحدة عشرات المرات والغريب العجيب أننا نستمتع بأكل ثمارها (الغيبة والنميمة والكذب والبهتان ورمي المحصنات الخ).

والآن لنسأل أنفسنا..

كيف نستطيع أن نبتعد عن الشجرة ؟

ماهي السبل وعلى عاتق من تقع مسؤولية إبعادنا عن التقرب من الشجرة؟

وهل يحق لنا اليوم وخصوصا بعد وعينا ومعرفتنا بأسباب نهي الله تعالى عن الأكل من الشجرة ونتائج مخالفة ذلك الأمر الإلهي أن نبقى نلوم أبانا آدم؟

هذه أسئلة أتمنى ان نجد لها إجابة مع أنفسنا.

ولنجعل طاعة الله تعالى في أوامره ونواهيه أول وأهم ما نفكر فيه ونسعى الى العمل به ما استطعنا، ولنكن على أتم اليقين بأن الله تعالى سيقف معنا عندها وينصرنا على الشيطان ويبعدنا عن شجرته، وما أروع التعويض الإلهي،   لو تأمّلنا!

=================

المصدر: مجلة الروضة الحسينية / العدد 48