كربلاء تشهد انطلاق فعاليات مهرجان تراتيل سجّادية الدولي الثامن بمشاركة عربية واجنبية واسلامية

شهد الصحن الحسيني الشريف انطلاق فعاليات مهرجان تراتيل سجادية الثامن الدولي الذي اقيم تحت شعار (بناء الذات الانسانية واصلاحها في ادعية الامام السجاد "عليه السلام") بحضور (٤٦) شخصية من (١٩) دولة عربية واجنبية واسلامية.

وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في كلمة له خلال افتتاح المهرجان" بهذه المناسبة العظيمة اقامة مهرجان تراتيل سجادية بدورته الثامنة اود ان اوضح الامور التالية، الامر الاول ماهي الدواعي لإقامة هذا المهرجان الخاص بتراث الامام السجاد عليه السلام وخصوصاً في تراثه الدعائي الصحيفة السجادية الخاصة بتراث الامام السجاد عليه السلام؟ وللاجابة عن ذلك اقول، الداعي الاول هو ان الكثير من الشرائح المجتمعية غفلت عما في هذه الصحيفة من كنوز معرفية وتربوية، والذي ادى الى ايلاء الصحيفة السجادية ما تستحقه من اهتمام عبادي وتربوي، وبالتالي حرمان الكثير من ابناء المجتمع من فرصة التزود العبادي والتربوي الذي يحتاجون اليه، في ظل هذه التحديات الفكرية والتربوية والاجتماعية ".

واضاف الشيخ الكربلائي" اما الداعي الثاني فهو توفير الفرصة الكافية للباحثين والمحققين لإعطاء ادعية الصحيفة السجادية الاهتمام والعناية والبحث اللائق بما تحمله الصحيفة من مزج بين غزارة معرفية ودفق روحي واحياء للقلوب وتهذيب للنفوس وابداع في البلاغة والفصاحة، ومن نتاج ذلك نجد ضرورة مساهمة اهل البحث والتحقيق لكي نوفر للمكتبة المعرفية لاتباع اهل البيت عليهم السلام بل للمسلمين عموما رصيدا علميا، يمكن ان يعزز القيمة الدينية والتربوية لهذه الصحيفة لدى المفكرين والمثقفين عموما ".

واوضح ممثل المرجعية العليا" الامر الثاني، ان من مزايا الصحيفة السجادية جمعها بين المعارف الدينية في الصفات الالهية والمستلزمات العبودية لله تعالى، وبيان مقامات وفضائل اهل البيت عليهم السلام، وتحلية النفس بمكارم الاخلاق بكل فروعها الدقيقة، تجمع هذه الامور وبين الجذب الروحي لمضامينها، من خلال صياغة هذه المعارف في قالب الدعاء".

واشار الى" ان الامر الثالث هو ان التحديات التي عايشها المجتمع الاسلامي في زمان صدور الصحيفة بسبب المخاطر الاجتماعية والاخلاقية التي نجمت عن انفتاح المسلمين على ثقافات متنوعة واعراف تشريعية واوضاع اجتماعية لا تتناسب مع الاصالة الفكرية للمجتمع الاسلامي المستمدة من القران الكريم والسنة الشريفة للمعصومين عليهم السلام وكل هذه التحديات توجب التمسك بالإرث الفكري للصحيفة السجادية".

وتابع الكربلائي في حديثه" لقد استطاع الامام السجاد عليه السلام بما اودعه في هذه الصحيفة حيث البلاغة الفريدة والتصوير البارع في قوالب فكرية مستقاة من الفكر الامامي الاصيل، استطاع ان يحافظ على صلة العبودية بين المسلم وخالقه.."

وأكد ممثل المرجعية" ان هذه التحديات هي بعينها نعيشها في وقتنا الحاضر ولذلك ازدادت اهمية جذب المجتمع نحو اتخاذ الصحيفة منهجاً مجتمعياً فكرياً واخلاقياً فضلاً عن كونها منهجاً دعائياً".

وبيّن في كلمته، اما الامر الرابع، ان النخبة الفكرية بكل عناوينها من اهل الفضل والعلم في الحوزات العلمية والاساتذة والمربين والمؤسسات الفكرية مدعوة لإيلاء الصحيفة السجادية الاهتمام الواعي والواسع المتمثل بكيفية تنبيه الافراد والمجتمع من غفلتهم عن هذا الدور المهم للصحيفة السجادية في حياتهم".

ودعا الكربلائي خلال كلمته طلبة الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه" ان يجعلوا من جملة عناوين رسائلهم الجامعية تبني الدراسات التحليلية في الادعية المهمة للصحيفة السجادية".

وفي الختام قدم الشيخ الكربلائي شكره إلى المؤسسين لهذا المهرجان والقائمين على تنظيمه طيلة السنوات الماضية، كما قدم شكره الخاص إلى الذين تشرفوا بالحضور من الباحثين والمحققين الذين ساهموا ببحوثهم، ومؤلفاتهم القيمة في هذا المهرجان".

ومن جهته قال رئيس اللجنة التحضرية للمهرجان جمال الشهرستاني ان "المهرجان يقام بفقرات عديدة منها مسابقة خطوة الدولية للتصوير، التي استمر الاعداد لها لمدة ستة اشهر، من الاعلان واستلام المشاركات والتدقيق، وجاءت المشاركات من (٧٦) دولة وعددها (١٢١٥) مشاركة وسيتمخض عنها (٦٥) فائزاً وتعلن نتائجها يوم الاربعاء المقبل الموافق الخامس والعشرين من محرم ذكرى استشهاد الامام السجاد (عليه السلام)".

واضاف الشهرستاني ان "المسابقة الثانية هي مسابقة القصة القصيرة وشاركت بها مساهمات من العراق وسوريا ولبنان وتونس والسعودية، ومن ضوابطها ان تكون المشاركات مستوحاة حصرياً من رسالة الحقوق للإمام السجاد "عليه السلام" او سيرته".

وتابع بالقول" لدينا ايضا معرض الكتاب الذي يقام لمدة عشرة ايام في منطقة بين الحرمين، ومعرض آخر للصور الفائزة في صحن العقيلة زينب "عليها السلام" وايضا هنالك فقرة البحوث المشاركة التي ستقام على قاعة خاتم الانبياء، ويشارك بها باحثين من احد عشر دولة، وسيكون حفل الختام الذي سيشارك به (٤٦) شخصية من (١٩) دولة يوم الاربعاء المقبل".

تقرير: ابراهيم العويني
تصوير: محمد الخفاجي