التراث والموروث الشعبي في تاريخ الناصرية

د. صباح محسن كاظم

توثيق التراث و الموروث الشعبي لمدينة جنوبية زاخرة  بالأحداث بكافة المجالات من الجهود المضنية حيث تتبع كل الشؤون التاريخية ،الاقتصادية ،الاجتماعية ، الثقافية يُعد ببلوغرافيا شاملة يتضمن القراءة الإنثروبولوجية للمجتمع من خصال ومناقب تجسدت عبر مراحل تاريخ الناصرية.

ففي كتاب المؤرخ محمد رحيم الجوراني ((الوقائع المنسية لمدينة الناصرية التراث والموروث الشعبي عبر التاريخ لمدينة الناصرية (1869-2000) )) الجهد التاريخي بسلسلة مترابطة من تاريخ المدينة سبقه أكثر من 10 أجزاء صدرت بجهود ذاتية يصل الجزء الواحد أحياناً لأكثر من 650 صفحة.

وبدراسة مستفيضة شاملة لخزان التراث العراقي جاء مؤكداً لقول المؤلف بالفصل الأول :

((نعم ...فأنّ الناصرية احتوت تاريخ العالم كله، تاريخ الحضارة السامية ، وتاريخ بدء الكتابة والأديان والقانون والموسيقى والعلوم والري والزراعة والبناء ،وخير شاهد على ذلك ما خلفته من زقورات وصروح قيمة يشهد لها العالم كله .)).جهود تاريخية في تقصي الحزن السومري ،وقصيدة الحب السومري الأقدم ،ودراسة مركزة في المنتفك والجوانب الزراعية التي تحيط بالمدينة وانتقالة لدراسة سوق الشيوخ والشطرة الرفاعي  البدعة الدواية وغيرها من الأقضية والنواحي والأديان وتنوعها ،لينتقل المؤلف لدراسة بيئة الأهوار والعادات والموروث والحكايا والغموض والأسرار في تلك البيئة الساحرة المدهشة .

ويركز في أسباب بناء مدينة الناصرية ونشوء طبقة الملاكين والإقطاع والسراكيل، والغزوات الوهابية التي شهدتها المنطقة .

ويعرض مظاهر الحياة الاجتماعية لسكان المنتفك 1869-م-1914م ويمر بالولاة العثمانيين مفصلاً فيما يدرس بعمق بالفصل الثاني ((المنتفك في العهد البريطاني 1914- 1921م من معركة الشعبية ودور السيد محمد سعيد الحبوبي والذين شاركوا بالجهاد ودور العشائر في الناصرية في التصدي للغزو البريطاني والأهازيج التي كان يهتف بها رجال العشائر وصولاً الى ثورة العشرين ،وقد استعرض شخصيات الناصرية من المسيحيين وغيرهم  ليصل للفصل الثالث الاستقرار في حاضرة الناصرية –ومتطلبات الوافدين ونشوء الأعمال الحرة  وفيه قراءة اجتماعية للموروث ومختلف المهن يتابع كل الجوانب الاجتماعية بهذا الجزء الشيق بجهد كبير حتى يستعرض دور السينما كالأندلس والبطحاء ودورها بالحياة الثقافية والاجتماعية وينتقل للقرى ومكوناتها والدوواين ودورها والمناطق السكنية وتفاصيل سكانها باليوميات وطقوسهم وعلاقاتهم والموروث الشعبي بالختان والأعراس والمقبرة للمجاهيل.

 فيما يستعرض في الفصل الرابع التعليم في الناصرية عبر التاريخ  والصحة – تاريخ الصحافة- نشوء الأحزاب، وثق ذلك لبعض من أبرع الأساتذة بالتعليم بتاريخ الناصرية خلال القرن ، ونشوء الصحافة ودورها .

كذلك يكتب بهذا الفصل عن العادات النسائية بوضع الطين خاوة والوشم والأزياء التي ميزت الجنوب والناصرية عبر الحضارة السومرية بدراسة زي الرجال وزي النساء . وينتقل الى  النقل والمواصلات في العهد الملكي . ويستعرض الفن بالشطرة والشعر الشعبي والمسرح والناحية العمرانية والبناء والبيوتات القديمة بشارع الهوا ..

 إن هذا السِفر العراقي سياحة تاريخية وجهد كبير يعرف العالم بالناصرية.

د-صباح محسن كاظم –مؤرخ وناقد صدر لي 21 كتاباً كتبت 72 مقدمةً وساهمت ب75 كتاباً بالنقد بالعراق والوطن العربي.