زيارة الأربعين منطلق الإعلام الى العالمية

تحقيق: امير الموسوي

لم تعد زيارة الأربعين حدثا دينيا محضا لأتباع أهل البيت عليهم السلام بل أصبحت منارا ومدرسة تنتهل منها الدروس والعبر في مختلف جوانبها الدينية والإنسانية والأخلاقية وقد استقطبت في السنوات الأخيرة العديد من الجهات الإعلامية الدولية لتغطيتها وتبيان صور التضحية والفداء والكرم وغيرها من الصور الإنسانية الوضاءة.

وعلى هامش الملتقى الدولي الأول الذي عقده مركز الإعلام الدولي في العتبة الحسينية المقدسة السبت 23/12/2023م عن دور الاعلام العالمي في نقل أحداث الزيارة الاربعينية على وجه التحديد ، ارتأينا اخذ آراء بعض المختصين بمجال الإعلام والتطرق إلى كيفية التعامل مع ذلك الحدث الكبير وعملية إيصاله بصوره الحقة الى العالم".

الحكيم: الإعلام العالمي مؤدلج.. وعلينا القيام بدورنا

الصورة الرئيسية

وكانت المحطة الاولى للحديث عن الموضوع عند  البروفيسور علي الحكيم من بريطانيا، وقد استهل حديثه بالتطرق الى "أهمية هكذا ملتقيات تقيمها العتبة الحسينية المقدسة وأنها ستكون ممتازة اذا تم التنسيق واستثمار هكذا تجمعات الى الأفضل وتطوير العمل الإعلامي الذي يخص القضية الحسينية ".

بعدها تحدث عن اعتقاده أن " الإعلام العالمي بشكل عام مؤدلج ويقوم بدور سلبي في التجاهل وعدم التغطية للزيارة الأربعينية".

 وقال" لقد لمست هذا بنفسي من خلال متابعة القضايا التي يتم معالجتها لكن وظيفتنا باعتبارنا أناساً محايدين مخلصين لرسالتنا ومسلمين من اتباع المذهب الحق يجب ان نؤدي رسالة  الحسين في هذا الإطار ".

وأضاف أن "أداءنا لهذه الرسالة في هذا الإطار تعني أننا يجب أن نقوم بوظيفتنا في تبيان هذه الرسالة عبر الخطاب الإعلام المقبول عند الناس وهذه وظيفتنا جميعا علماء الدين وكل المسؤولين والأشخاص وأصحاب العمل التبليغي والديني والاعلامي في هذا المجال".

ولفت أن "وسائل الإعلام الغربية عندها أدلجتها وأجندتها الخاصة التي قد تمنعها من تبيان كثير من الجوانب التي لا تتلاءم ورؤيتها وأهدافها، ونحن نتفهم هذا الشيء ولكن لا ينبغي لنا ان نتجاهل ونتقاعس عن العمل بما يساهم في صنع الحضارة الإسلامية النابعة من الثورة الحسينية والقرآنية".

العلياوي: لا بد ان نتحدث بلغات عالمية

الصورة الرئيسية

من جهته أوضح الدكتور احمد العلياوي المتحدث بأسم وزارة الثقافة ومدير عام المخطوطات العراقية أن "الرسالة لا يمكن لها أن ترسل من دون تشخيص الفئة المستهدفة ومن دون تشخيص الهدف من إرسال رسالة" مستشهدا برسائل الأجهزة النقالة قائلا" حتى إذا أردت إرسال رسالة على الهاتف الجوال فعليك ان تحدد الشخص وعليك أن تكتب رسالة واضحة لها بداية ونهاية".

وتطرق الى "أن الفئة المستهدفة في إيصال زيارة الأربعين غير واضحة في بعض الأحيان والرسالة تكون غير محددة وغالبا ما تكون موجهة لطائفة معينة أو جهة معينة وحقيقة أن كل هذا يضعف من قيمة هذه الرسالة و لا يمكن أن تصل الرسالة الى الأهداف المرجوة بالتالي نحن لا نقول أن ليس لها أهداف بل الأهداف قد تكون محدودة أو مرتبطة بطائفة محددة وهذا موجود في هذا الإعلام العربي وفي غيره".

ونوه "أننا إذا أردنا أن ننتقل الى العالمية في خطابنا الإعلامي فلا بد أن نتحدث بلغات عالمية ونتحدث بتفكير عالمي ونصوغ خطابنا الإعلامي بما يتناسب والذائقة والتفكير العالمي وهذا يحتاج الى آليات والى وسائل وصياغات مختلفة عما تتحدث به الى مجموعة من المؤمنين القاصدين الى كربلاء". 

وأوضح أن "ما نشاهده في الزيارات المليونية من وسائل إعلام عالمية وهنا نتحدث عن نقل مباشر وعن تصوير وربما كاتب يكتب هنا أو هناك فهذا غير كاف بل يجب أن نفكر بجدية لتحويل هذه الظاهرة الى موضوع على مدار السنة من خلال الكتابات والتصوير والوثائقيات وغير ذلك من الوسائل المتاحة والمؤثرة".