النجاح والفشل.. السُبل والاسباب

الباحثة: غانيا درغام

الإدراك الغاية والظفر.. هكذا عرّفت اللغة العربية معنى النجاح. أما اصطلاحاً فلا يوجد تعريف محدد للنجاح لأن كل شخص يراه من زاويته الخاصة، ووفق ما يريد تحقيقه،  كما يمكن تعريف النجاح بأنه السعي والتطور المستمر نحو تحقيق الإنسان لأهدافه، وهو أيضاً نتيجة مباشرة لما يدور في فكر الإنسان من طموح، كما يعتبر النجاح دمج الطموحات في الواقع، ونسخ الآمال والأحلام مع المهام اليومية.

ولأن العالم ديناميكي ومتطور باستمرار، بالتالي لا يعتبر النجاح وجهة بل رحلة مستمرة في هذه البيئة السريعة الخطى والتنافسية، لذلك يمكن المبالغة في أهمية التحسين المستمر، لأنه المفتاح الذي يفتح الباب أمام النمو والابتكار اللذان يؤديان إلى النجاح في نهاية المطاف، سواء كان العمل أو الاجتهاد في بداية الطريق أو يحمل طابعاً متمرساً، فإن تبني فلسفة التحسين المستمر أمر بالغ الأهمية للبقاء في الطليعة وتحقيق النجاح.

نستطيع التأكيد على أن التحفيز الفكري الذي يدفع إلى تحصيل النجاح هو العامل الأهم الذي يتسلح به الفرد لمواجهة التحديات وابتكار الأفكار والمواظبة على تحقيق الهدف، وإن كان للنجاح العديد من المفاهيم فهو يعد المحقِق للتوازن في جوانب الحياة "الشخصية، الصحية، المادية، والعملية، والروحية"، بالتالي لا يختص النجاح بوظيفة أو عمل ما والفشل في بقية الجوانب، حيث إن النجاح والفشل وجهان لعملة واحدة، وكما هناك أسبابا للنجاح أيضاً يوجد أسبابا للفشل ومن الضروري التعرف عليهما.

سبُل تحقيق النجاح

- التفكير بطريقة إيجابية، والتحدث مع العقل الباطن بلغة تشجيعية.

- تنظيم المهام وترتيبها، وتحديد الأهداف بعيدة المدى وقريبة المدى.

- التعامل مع الفشل على أنّه تجربة يتعلّم منها الشخص، والحرص على أخذ العِبر، فالكثير من العلماء والمخترعين فشلوا العديد من المرات لينجحوا في المرات اللاحقة.

- الإيمان بالقضاء والقدر، والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.

- الحصول على التغذية الصحية والمناسبة، فالشخص الذي يمتلك جسمه طاقة جيدة يستطيع التركيز في الأعمال بشكل أفضل.

تحدث المستشار والكاتب والمحاضر الكندي برايان تريسي، في القسم الأول من كتابه علم نفس النجاح، عن تكوين صورة ايجابية للنفس من خلال عدة قوانين، وهي:

1- قانون السبب والنتيجة: هو القانون الذي يحرك العالم فكل ما يحدث في الكون له سبب فإذا اكتشفنا السبب أمكن أن نغير النتيجة، كما أن أفكارنا الحالية هي نتيجة لكل ما مر في عقولنا في السابق وإن شروط حياتنا تصنعها أفكارنا، فإذا غيرنا أفكارنا فسوف تتغير شروط حياتنا.

2- قانون التوقع: إن ما نتوقع أن يحدث يصبح سبباً للاتجاه نحو ما توقعناه، أي إذا توقعت مثلاً أن أكون ناجحاً توقعاً قوياً فإن هذا يصنع النجاح، فأنا أكلم نفسي بما أتوقعه وأحياناً أكلم الآخرين وهذا ما يجعل فكرة النجاح تتمكن أكثر وتوجه سلوكي نحو تحقيقها

3- قانون الجاذبية: الإنسان مثل المغناطيس يجذب إليه الظروف والأشخاص والأحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره، فإذا أراد أن يغير الحوادث والظروف فعليه أولاً أن يغير طريقة تفكيره، مثلاً إذا كانت فكرتي مشرقة عن المستقبل فإني أجذب الظروف والحوادث والأشخاص الذين يحققون لي نتائج طيبة.

وخلال القسم الثاني من كتابه تحدث تريسي: "أن تحمل المسؤولية وتسلم القيادة في السنين الأولى من حياة الفرد أساسية ويبقى أثرها طول العمر ويحتاج الطفل في تلك الفترة إلى تدفق من الحب، وإذا لم يحصل ذلك ينشأ عنده نقص نفسي ويمضي حياته بعد ذلك وهو يحاول أن يعوض النقص بدل من أن يطور إمكاناته"، بالتالي إن واجب الأسرة والبيئة الاجتماعية لا تقل شأنا عن واجب الفرد تجاه نفسه من أجل النجاح، إذ إن تعليم الطفل على الفكر القيادي والتطوير الممنهج لشخصيته وأفكاره هو ضروري لتخزين العقل الباطن بالأساسيات الفكرية والمعنوية التي تدفعه فيما بعد لرفض الواقع العادي أو الروتيني والنهوض الى النجاح مع تحدي المعوقات التي حتما ستصادفه سواء اجتماعيا أو عمليا أو ثقافيا، أي إن تسليح الطفل بالقوة المعنوية والفكرية تعتبر تسليحه بتحصيل الشهادات العلمية أو العمل الناجح فيما بعد.

ولأن الأسرة هي اللبنة الأساسية للفرد والمجتمع بالتالي لابد من التطرق إلى اهمية دور الأسرة في تكوين فكرة النجاح وفق أسس معينة أهمها: 

- قيادة الأبناء الى النجاح ومفهومه، فالأسرة أساس النجاح والسعادة إذ تتنوع الشخصيات وتوجهاتها في المجتمعات، فمن الشباب من يكون مجدا مجتهدا في دراسته له طموحاته وأحلامه، ومنهم من يكون عابثًا لاهيا لا مقاييس للأخلاق عنده، ولا قيمة لأي شيء في حياته، لا يهتم لنفسه ولا للآخرين، ولا يتعلم ولا يعمل، وله من الأخطاء والعثرات ما يندى له الجبين، ومنهم من يكون ضعيفًا مستكينا منقادا للآخرين، ومنهم من يكون قويا جريئًا شجاعا، وغيرها الكثير من الأنماط السلوكية التي ترتبطارتباطًا وثيقًا بالأسرة التي نشأ هذا الإنسان بين أحضانها سنوات وسنوات.

 - الأسرة التي ينشأ فيها الابن أو الابنة إما أن تكون مصدر النجاح والسعادة أو مصدر الفشل والشقاء، ولا شك أن المجتمع المحيط له دوره والأصدقاء لهم دورهم، لكن كل هذه العوامل تبقى فرعية وثانوية أمام العامل الرئيس وهو العائلة، فكلما كان الاتزان والصدق والإخلاص والتعاون والأخلاق الفاضلة هو الأساس المتين للأسرة.

- تنشئة الأولاد نشأة سوية قوية متينة تجعلهم قادرين على تحديد مسارهم وانتقاء أصدقائهم ومعارفهم بما يتناسب مع أخلاقهم التي نشؤا عليها منذ الصغر.

- من المهم أن يكون الأولاد السعداء في حياتهم قادرين على توجيه كلمات الشكر والأفعال التي تعبر عن امتنانهم لأسرتهم التي أنشأتهم نشأة جعلتهم يعيشون حياة مليئة بالسعادة والفلاح والتوفيق، فإنه دور عظيم وكبير، لا سيما في ظل عصر التكنولوجيا والتطورات التي تسلب الألباب وتلهي الشباب وتوقعهم في المزالق من حيث لا يحتسبون لا هم ولا أهلهم.

قال رمزي شحرور، مختص في ادارة الاعمال والمحاماة، عن تجربته ورأيه بالنجاح من خلال تجربته الشخصية، في حديث خاص إلى مركز الاعلام الدولي في العراق: "الحياة المليئة بالتجارب هي التي تصقلنا فكما النبات يحتاج الى الضوء وينحني باتجاهه حيث نرى ذلك بوضوح خلال نموه والبيئة هي التربة الخصبة لهذه النباتات التي خرجت منها وساعدتها على النمو، بتقديري هي كالإنسان حيث نرى شخصين بنفس الكفاءة الذهنية فرضاً لكن احدهما توفرت له الشروط السليمة حتى يتابع في المجال الذي يحبه في حياته، والاخر لم تتوفر له هذه الشروط بالتالي لم يحصل على الدعم الذي يجعله بمستوى نجاح الاول، لكن هنا يوجد استثناء بسيط، وهو الذي حصل معي شخصيا وهذا الاستثناء هو الارادة، فأنا من بيئة فقيرة ماديا غنية بالقدر والاخلاق والكرم، كنت من المتفوقين دراسياً على محافظة اللاذقية، خلال مراحل الدراسة الاولى وخاصة في مادة الفيزياء وكنت احب العلم بطريقة كبيرة واعمل التجارب بيدي، اول حاجز اصطدمت به في الصف التاسع ثم انتقلت الى مرحلة الثانوية العامة كانت ميولي علمية بحتة وخلال الحادي عشر العلمي كنت ادرس ساعات طويلة ووصلت الى اخر مرحلة وهي البكلوريا فاصطدمت بالفساد التعليمي من جهة ومن جهة ثانية الفقر المادي المدقع ففشلت، وكانت خيبة كبيرة لي، لأنني لم اتعود ان اكون هكذا فاضطررت الى العمل لقتل الفقر ومتابعة دراستي ثم نشبت الحرب في سورية وانتظرت سنوات عديدة حتى اصبحت الامور اكثر استقرارا فدخلتُ كلية الحقوق عام 2018 وتخرجتُ بمعدل جيد جدا وطموحي لم يقف عند ذلك فأنا في مرحلة دراسات عليا في مجال القانون الدولي، وحتى آخر نفس في حياتي عاهدتُ نفسي ان اتابع الطريق، فاحترامك لنفسك ومعرفتك لقدراتك هما اول عوامل النجاح والركيزة الاساسية له، ولن انسى في عمري كله فرحة امي عندما تخرجتُ من الجامعة كانت لحظة سعادة لا توصف، حيث كانت تقترض مالاً من المقربين من أجل مساعدتي لمتابعة دراستي، لقد شققت طريقي مثل النبات الذي نبت في الصخر".

اطلالة على أسباب الفشل في الحياة

- التفكير السلبي الذي يجعل الشخص يتحدّث مع نفسه بعبارات محبطة مثل "أنا فاشل، أو أنا لا أستطيع أن أنجح"، وهذا يؤدي إلى فقدان الشخص لثقته بنفسه، كما إن إسقاط أسباب الفشل على الآخرين والتهرب من تحمل المسؤولية يقود إلى سلسلة من الفشل.

- هزيمة النفس قبل النجاح، فبعض الأشخاص عندما يسقطون مرة يقررون الانسحاب وعدم المحاولة مرة أخرى.

- الظروف الاجتماعية المحيطة التي يتعرض لها الفرد حيث يتعرض للانتقادات واللوم، بالإضافة إلى الرشاوي، والمحسوبية، والعادات، والأعراف التي تسجن أفكار الفرد وتحبسها.

- الانغماس في الإنتاج، فليس شرطاً من يمضي كل الوقت في العمل هو قريب من تحقيق النجاح لأن تمضية الوقت في العمل يؤدي على عدم التركيز على الهدف المنشود أو تقييم ما تم إنجازه.

- ضعف الوازع الديني، مما يقود الشخص إلى اليأس، والإحباط، والاستسلام، وتناسي فكرة أن الابتلاءات من الله تعالى يختبر بها صبر عبده، وأن القضاء والقدر يرتبط بالأمور الغيبية التي لا يعلمها سوى الله عز وجل.

- الفقر وقلة الدخل المادي الذي يقف حائلاً بين الشخص وقدرته على تحقيق أحلامه وآماله.

ولأن الفشل هو الرديف السلبي للنجاح وبالنظر إلى أسباب النجاح بالتالي إن هناك حالات من الفشل تؤدي إلى النجاح الباهر فيما بعد، هذا ما أكدته المختصة في على الاجتماع لودي درغام بقولها في حديث خاص الى مركز الاعلام الدولي في العراق: "ليس الفشل دائما يحمل الطابع السلبي بل ان الفشل ينقسم إلى نوعين "فشل مدمر وفشل معمر" الفشل المدمر هو الذي يأخذ صاحبه الى هاوية الاستسلام والقنوع بالغلط الذي يعتقده، أما الفشل المعمر فهو النقيض تماما وهو الذي يقود صاحبه الى النجاح، شرط أن يتمتع صاحبه بحب المجتمع والطاقة الإيجابية التي تتحدى الظروف، وهذا النوع من الأفراد هو الذي يملك قناعة أن الإنسان هو أساس المجتمع، بالتالي تتكون لديه مسؤولية تجاه مجتمعه توازي تماما مسؤوليته تجاه نفسه فيما يخص النجاح، مما يدفعه إلى التعرف على السلبي والايجابي في المجتمع والانخراط بكل تطورات المجتمع والعالم لتحصيل القدر الممكن من وجهة نظره لانطلاقة موفقة تجاه النجاح".

صفات الشخص الناجح

أما عن صفات النجاح فيشترك الأشخاص الناجحون بمجموعة منها تساعدهم على المضي في طريقهم، وهذه الصفات هي:

- الانضباط، وعدم ترك النفس على هواها.

 - السؤال بشكل دائم، والاستفسار عن أي إشكالية، أو تساؤل يتبادر إلى الذهن.

- معرفة الذات بشكل جيّد، وما فيها من فِكر، وعِلم، وأهداف يُراد تحقيقها.

 - الحفاظ على الصحة، وعدم الإهمال، والتفريط فيها، سواء من الناحية النفسية، أو الجسمية، أو العقلية.

- التمتع بالأخلاق الحسنة، والحميدة، وتطبيقها في حياة الفرد، وأعماله.

 - التخطيط بشكل سلِس، وجيد، بحيث يتم وضع خطّة شاملة، وواقعية، ومتكيفة مع المتغيِرات، وذلك بشكل دائم، حيث من شأنها أن تُمكِن الفرد من تحقيق أهدافه.

 - التمتع بالخيال الواسع، والإيمان بأن أحلام اليوم ستكون حقائق الغد.

- حب المجازَفة، والمغامرة، وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء.

- الاهتمام بالآخرين، والتقرب إليهم، والتحبب لهم، ومساعدتهم.

- تقبُّل النقد البنّاء من الآخرين، والإيمان بأن النفس ليست مقدسة، أو معصومة من الخطأ.

معوّقات النجاح

أما بالنسبة لمعوقات النجاح فهناك عدة عوامل مسببة ومنها العقبات والحواجز التي تُواجه الشخص في طريقه، وحتى يتجاوز الفرد هذه العقبات، لا بد من مصارحة النفس بها وتحدّيها.

وتحدثت نهى محفوظ، في حديث خاص إلى مركز الاعلام الدولي في العراق، عن تجربتها: "أنا طالبة جامعية وأدرس الطب، الوضع المادي لعائلتي كان ميسوراً قبل الحرب على سورية، لكن الارهابيين داهموا منطقة سكننا في دمشق واضطررنا للهرب الى محافظة أخرى اكثر أماناً، وكما يقال هربنا بالثياب التي علينا من منزلنا بلهفة الخوف على أرواحنا، هنا بدأت رحلة الوضع المادي المزري للعائلة لكن والدي ووالدتي أصروا على اكمال دراستنا أنا وأختي وأخي، بالتالي تكونت لدي فكرة أن لا أكسر طموح والدي بي ودرستُ جيداً حتى حصلت على معدل أهلني لدخول كلية الطب، ثم بدأت أشعر بمسؤوليتي الشخصية تجاه نفسي، وهي أن أعمل من أجل تغطية مصاريفي الجامعية، وأنا الآن أعمل في مطعم بدوام أربع ساعات في اليوم، لكن فخري بنفسي يجعلني أشعر أنني في قمة النجاح العملي والعلمي، رغم أن والداي لا تعجبهم فكرة عملي لكني مصرة على اكمال طريقي بتعبي وعرق جبيني، فعندما أجهز أغراض العمل وأضعها في حقيبتي على كتفي وأخرج مشياً إلى مكان العمل تكون لدي قوة نفسية وفكرية وجسدية تجعلني في قمة سعادتي، كأن الله عز وجل يعطيني تلك القوة من العدم ليخبرني أنه راض عني، نعم إني فتاة وأعمل من أجل دراستي ومصرة على اكمال طريقي..

دور الوعي والمقدرة في تخطي معوّقات النجاح

وكما هناك معوقات أيضاً يوجد أشخاص يتمتعون بالوعي الفكري والقدرة العقلية الفذة التي تمنحهم الشجاعة لتخطي هذه المعوقات.

هذا ما أكده الشاب جعفر صادق، بقوله في حديث خاص الى مركز الاعلام الدولي في العراق: "منذ صغري وأنا ملازم بالبقاء والتواجد قرب والدي، وكان الجميع يستغرب أن الأطفال يخرجون من اجل اللعب مع الاخرين لكن أنا كنت افضل البقاء قرب والدي طالما هو موجود في المنزل، ولم تكون لدي فكرة كافية لأعلم لماذا، لكن عندما كبرت ووعيت عرفت أن هذه العلاقة بيني وبينه كانت لأني أراه بطلي غير أنه والدي، وكنت أرى فيه الصفات الحسنة من الكرم وطيبة القلب والرجولة والشهامة، وهو كان دائما يعلمني أن أكون رجلاً وليس مجرد طفل متَّكل، درست من أجله كي يكون فخورا بي كما أنا فخورا به وتخرجت من الجامعة اختصاص مهندس بحرية ثم التحقت بالجيش العربي السوري وأنهيت خدمتي، لكن والدي مرض بالكورونا وتوفي بعد مرضه بأربعين يوما، رافقته الى المشفى ومن المشفى اُخرج والدي الى مثواه الاخير "رحمه الله"، هذا الوقت القصير كان كافيا أن يدمر بي عواطف واحاسيس عظيمة، لكن كانت وصية والدي الاخيرة لي قبل موته كما كان يحدثني وأنا طفلاً.. "أريدك رجلا في غيابي وأن لا يرى أحدا دموعك حتى لو كانت بسبب حزنك عليَّ"، وبعد فقداني له شعرت بالاحباط والعجز فالحزن كان كبيراً جداً، وأنا في عمر صغير كان من الواجب اكمال طريق الرجولة لوالدي، فخلال الازمة السورية كان يعمل في المصالحات بين الاهالي وكان يجمع العائلات المنكوبة في أماكن ايواء يخصصها لهم كمبادرة فردية منه وواجب كان يعتبره عليه لأن الوضع المادي ممتاز، فواظبت على اكمال مسيرته من جميع النواحي، وكوني الابن الاكبر له استلمت زمام الامور العائلية والمادية، جميع الاملاك التي تركها أنا أعمل ليلاً نهاراً كي أحافظ عليها وعلى مسيرة عملها سواء في المدينة او القرية، طبعا الناس ظنوا أني في هذا العمر سأكون مستهتراً بالمال الموجود لكني لا اعتبر حالي مالكاً في العمل بل اني عاملاً بالعمل يتحدى معوقات الظروف النفسية والاجتماعية والمادية كنضال يومي من اجل رضى الله ووالديّ عليًّ".